جعل نبينا صلى الله عليه وسلم شفاعته بسبب يسير وعمل يسير غير عسير ولا ثقيل ، فقال صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَلّى عَليَّ حِينَ يُصْبِحُ عَشْراً وحِينَ يُمْسِي عَشْراً أَدْرَكَتْهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ}{1}
وسمى الله الصلاة على النبى صلاة ، ولكنها لا تحتاج إلى وضوء ولا تحتاج إلى استقبال القبلة ولا تحتاج إلى التواجد فى المسجد ، فيستطيع الإنسان أن يصلى على أى هيئة وفى أى وزمان ومكان ، فإذا حافظ على الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عشراً حين يصبح وعشراً حين يمسى وجبت له شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ولذا ورد أن رجلاً كان يحج البيت الحرام ويطوف بالبيت ، فلا يرفع قدماً ولا يضعها إلا ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال له إمام أهل العراق سفيان الثورى رضي الله عنه: يا هذا ماذا تفعل؟ - يذكره بأن الطواف وقت الدعاء ووقت ذكر الله ولا ينبغى أن يقتصر على الصلاة على النبى – فقال له الرجل: من أنت؟ قال: أنا سفيان الثورى ، قال: أنت عالم العراق؟ قال: نعم ، قال: اجلس معى أحدثك بسبب ذلك – فتنحيا عن المطاف وجلسا معاً – فقال: لولا أنك سفيان الثورى عالم العراق ما حكيت لك سبب ذلك
خرجت هذا العام أنا وأبى لحج بيت الله الحرام وكان أبى مسرفاً على نفسه ، ولما وصلنا إلى مِنى فى طريقنا لأداء الحج وافته المنية ، ولما مات رأيت وجهه وقد اسودَّ فغطيته وحزنت لذلك حزناً شديداً ومن شدة تواجدى وحزنى أخذنى النوم ؛ فرأيت رجلاً شديد بياض الوجه شديد بياض الثياب جاء إلى أبى ورفع الغطاء عن وجهه ومسح وجهه بيده فابيضَّ وجهه ، وكان معه ورقة صغيرة فأعطاها له فى يده ، فقلت له من أنت؟ ومن الذى أدراك بى؟ ومن الذى أرسلك إلىَّ؟
فقال: أوما تعرفنى أنا نبيك محمد ، كان أبوك مسرفاً على نفسه ولكنه كان لا ينام إلا إذا صلى علىَّ ، فلما حضره من أمر الله ما رأيت استنجد بى فجئت لنجدته وأعطيته هذه الوريقة التى رأيتها وفيها صلاته علىَّ التى كان يصلى علىَّ بها: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
ما أحوجنا جميعاً فى هذه الأيام والليالى إلى تدبر الآيات القرآنية التى يتحدث فيها الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد علم الله جلَّ فى علاه أنه لا يستطيع أحدٌ من الخلق مهما أوتى من علم أو بيان أن يصف حَبيبه ومُصطفاه فوصفه الله بنفسه فى آيات كتاب الله
ولذلك ورد أن الإمام عمر بن الفارض رضي الله عنه - وكان له قصائد جمة فى الثناء على الله وفى مناجاة مولاه عز وجل – لما مات رآه أحد إخوانه فى المنام فقال له يا سيدى: لِمَ لم تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائدك؟ فأجابه مناماً{2}:
أرى كلَّ مدح فى النبى مُقصرا وإن بالغ المُثنى عليه وأكثرا
إذا الله أثنى بالذى هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى
كيف يتحدث الخلق عن سيد الخلق بعد أن تحدث عنه الحق عز وجل؟ والله تحدث عن نبيه فى كثير من آياته القرآنية ، بل إنه عز وجل جعل محور حديثه فى القرآن عن نبينا الهادى صلوات ربى وتسليماته عليه
{1} رواه الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه
{2} شذرات الذهب لإبن عماد الدمشقى الحنبلى
وسمى الله الصلاة على النبى صلاة ، ولكنها لا تحتاج إلى وضوء ولا تحتاج إلى استقبال القبلة ولا تحتاج إلى التواجد فى المسجد ، فيستطيع الإنسان أن يصلى على أى هيئة وفى أى وزمان ومكان ، فإذا حافظ على الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عشراً حين يصبح وعشراً حين يمسى وجبت له شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
ولذا ورد أن رجلاً كان يحج البيت الحرام ويطوف بالبيت ، فلا يرفع قدماً ولا يضعها إلا ويصلى على النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال له إمام أهل العراق سفيان الثورى رضي الله عنه: يا هذا ماذا تفعل؟ - يذكره بأن الطواف وقت الدعاء ووقت ذكر الله ولا ينبغى أن يقتصر على الصلاة على النبى – فقال له الرجل: من أنت؟ قال: أنا سفيان الثورى ، قال: أنت عالم العراق؟ قال: نعم ، قال: اجلس معى أحدثك بسبب ذلك – فتنحيا عن المطاف وجلسا معاً – فقال: لولا أنك سفيان الثورى عالم العراق ما حكيت لك سبب ذلك
خرجت هذا العام أنا وأبى لحج بيت الله الحرام وكان أبى مسرفاً على نفسه ، ولما وصلنا إلى مِنى فى طريقنا لأداء الحج وافته المنية ، ولما مات رأيت وجهه وقد اسودَّ فغطيته وحزنت لذلك حزناً شديداً ومن شدة تواجدى وحزنى أخذنى النوم ؛ فرأيت رجلاً شديد بياض الوجه شديد بياض الثياب جاء إلى أبى ورفع الغطاء عن وجهه ومسح وجهه بيده فابيضَّ وجهه ، وكان معه ورقة صغيرة فأعطاها له فى يده ، فقلت له من أنت؟ ومن الذى أدراك بى؟ ومن الذى أرسلك إلىَّ؟
فقال: أوما تعرفنى أنا نبيك محمد ، كان أبوك مسرفاً على نفسه ولكنه كان لا ينام إلا إذا صلى علىَّ ، فلما حضره من أمر الله ما رأيت استنجد بى فجئت لنجدته وأعطيته هذه الوريقة التى رأيتها وفيها صلاته علىَّ التى كان يصلى علىَّ بها: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
ما أحوجنا جميعاً فى هذه الأيام والليالى إلى تدبر الآيات القرآنية التى يتحدث فيها الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد علم الله جلَّ فى علاه أنه لا يستطيع أحدٌ من الخلق مهما أوتى من علم أو بيان أن يصف حَبيبه ومُصطفاه فوصفه الله بنفسه فى آيات كتاب الله
ولذلك ورد أن الإمام عمر بن الفارض رضي الله عنه - وكان له قصائد جمة فى الثناء على الله وفى مناجاة مولاه عز وجل – لما مات رآه أحد إخوانه فى المنام فقال له يا سيدى: لِمَ لم تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائدك؟ فأجابه مناماً{2}:
أرى كلَّ مدح فى النبى مُقصرا وإن بالغ المُثنى عليه وأكثرا
إذا الله أثنى بالذى هو أهله عليه فما مقدار ما يمدح الورى
كيف يتحدث الخلق عن سيد الخلق بعد أن تحدث عنه الحق عز وجل؟ والله تحدث عن نبيه فى كثير من آياته القرآنية ، بل إنه عز وجل جعل محور حديثه فى القرآن عن نبينا الهادى صلوات ربى وتسليماته عليه
{1} رواه الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه
{2} شذرات الذهب لإبن عماد الدمشقى الحنبلى